منتدي القديس مارمينا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي القديس مارمينا يرحب بكم ويتمني قضاء وقت سعيد معانا


    اخر جزء فى انجيل معلمنا يوحنا

    avatar
    iforgive-iforget


    عدد المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 05/12/2009

    اخر جزء فى  انجيل معلمنا يوحنا Empty اخر جزء فى انجيل معلمنا يوحنا

    مُساهمة من طرف iforgive-iforget الأربعاء ديسمبر 09, 2009 2:14 pm

    4 للكاتب معرفة دقيقة بفلسطين، فيعرف الاسم العبراني لبركة بجوار باب الضأن، ويعرف أن لها خمسة أروقة. يعرف وجود قريتين باسم "بيت عنيا" (12: 1؛ 28: 1)، و"عين نون" بقرب ساليم (23:3)، وأن بحر الجليل هو بحيرة طبرية (4: 21)، ومدينة أفرايم بالقرب من البرية (54:11).

    حمل طابع اللغة العبرية

    5 وإن كان قد كتب إنجيله باليونانية لكنه حمل طابع اللغة العبرية. إذ لا يقدر الكاتب أن يتخلص من لغته الأصلية. يظهر ذلك في الألفاظ التي استخدمها والعبارات نفسها، واهتمامه بالأرقام.

    ذكره تفاصيل لم ترد في الأناجيل الثلاثة الأخرى، لا يذكرها إلا من كان شاهد عيان وتعرّف على الأشخاص بأسمائهم، مثل:

    الحديث التفصيلي مع نيقوديموس (ص3).

    الحديث مع مريم ومرثا (ص11).

    حديثه عن ملخس (10:18).

    الحديث مع حنَّان وقيافا (19:18-32).

    الحديث مع النسوة عند القبر (15:20-17).

    الحديث مع القديسة مريم عند تسليمها له عند الصليب (26:19،27).

    الحديث مع بطرس ويوحنا نفسه بعد القيامة (5:21-23).

    8 أيضًا سجل تفاصيل دقيقة للأحداث لا يكتبها إلا من كان شاهد عيان، كذكر عدد الأجران أنها ستة (6:2)، وانطلاق التلاميذ بعيدًا عن البر نحو مائتي ذراع (21: Cool، وكان عدد السمك مئة وثلاثًا وخمسين (11:21). وأيضًا ذكره أن الخبز كان من الشعير (9:6)، وأن الرائحة ملأت البيت (3:12)، وتأثر الجند عند القبض على السيد (6:18)، ووزن الحنوط التي استخدمت في التكفين (39:19).

    وصفه بدقة انفعالات التلاميذ (11:2 الخ؛ 27:4؛19:6؛16:12؛22:13 الخ) وتأثر السيد المسيح (11:2،24،15:6،61،1:13)…

    هذه وغيرها من تفاصيل كثيرة تؤكد أنه كان شاهد عيان لما كتبه في السفر.

    الإنجيل بحسب يوحنا وصياد السمك

    يعترض بعض الدارسين على نسبة هذا السفر للقديس يوحنا بالقول: هل من المعقول أن يكتب صيّاد أمي مثل هذا الإنجيل، وهو من أرفع ما كتب الفلاسفة الصوفيون، بإعجاز من "السهل الممتنع" الذي لا مثيل له!

    يُرد على ذلك:

    أولاً: إن كان الرسول أميًا، فإننا نؤمن بأن الكتاب المقدس كله مُوحى به من الروح القدس (2 بط 21:1)، الذي وإن كان لا يفقد العنصر الإنساني لكنه يقدسه ويرفعه ويهبه إمكانيات فائقة، ويحوط به كي لا يخطئ.

    ثانيًا: أن القديس يوحنا الرسول كان بالحق أهلاً لكتابة هذا "الإنجيل الروحي" الفائق، من جهة:

    لم يكن أميًا كما ظن كثيرون، إذ لم يكن مجرد صيّاد سمك، لكنه كان تاجر سمك ولدى والده أجراء يعملون لحسابه. كإنسان غني، في ذلك الحين، فالاحتمال الأكبر أنه كان محبًا للعلم والمعرفة، وكعادة اليهود يمارسون حرفة معينة كصيد السمك، إذ كان لكل يهودي حرفته، كما كان شاول الطرسوسي يمارس حرفة صنع الخيام (أع 3:18).

    نحن نعلم أن كلمة الله مقدمة للبشرية كلها للمبتدئين كما للكاملين، كما يظهر من كلمات الرسول بولس: "نتكلم بحكمة بين الكاملين" (1 كو 6:2)، "وأما الطعام القوي فللبالغين" (عب 14:5). إن كان الإنجيليون الثلاثة القديسون متى ومرقس ولوقا قدّموا كلمة الله للبسطاء، يمكننا القول بأن الإنجيلي يوحنا أحد الثلاثة المقربين للسيد الذين اختارهم ليصحبوه في الأحداث الجسام التي تكشف عن سرّ شخصيته وسرّ رسالته، التلميذ الذي "كان يسوع يحبه"، الذي تمتع بالاتكاء على صدر الرب (20:21) أن يختص بالكتابة للكاملين. كأن الأناجيل الثلاثة الأولى تمثل الدعوة الأولى لقبول الإيمان بالسيد المسيح بكونه المسيا المخلص، خادم البشرية، وصديقها الإلهي، أما هذا الإنجيل فيمثل التعليم التكميلي للبالغين في الإيمان. إنه "الإنجيل الروحي" مُُقدم للمؤمنين الذين تأصلوا في المسيحية، يرتفع بهم لينعموا بالأسرار الإلهية الفائقة.

    3 ثالثًا: رأينا مدى ارتباط هذا السفر بالعهد القديم، فقد أبرز أنه حمل الله الحقيقي، لا الفصح الرمزي، فيه تحققت النبوات. كما أبرز حوار السيد المسيح مع اليهود ليعلن عن نفسه انه أعظم من إبراهيم وموسى... هذا يناسب يوحنا كرجلٍ يهودي دخل إلى الأسرار الإلهية، مشتاقًا أن يتمتع كل يهودي كما كل أممي بمن هو "موضوع النبوات".

    رابعًا: رأينا أيضًا أن هذا السفر لا يحمل غنوسية هيلينية كما ادّعى كثير من الدارسين قبل اكتشاف المكتبة الغنوسية بنجع حمادي، إنما في أسلوبه يتشابه مع كتابات الجماعة الأسينية Essene أو رهبان أهل قمران اليهود كما كشفت ذلك مخطوطاتهم التي ظهرت إلى النور حوالي عام 1947. هذا يناسب شخصية القديس يوحنا الرسول الذي تتلمذ على يدي القديس يوحنا المعمدان ساكن البرية، وقد عرف الكثير عنهم بحكم الجوار. كان الأسينيون يتطلعون إلى الدين بنظرة روحية صوفية (باطنيّة mystical ) رمزية أكثر منها حسية، تدور حياتهم حول الصراع بين النور والظلمة، وبين الحق والباطل... وكأن القديس يوحنا جاء يعلن لهم أنه قد وجد من يحقق لهم شهوة قلوبهم، لا من يدخل بهم إلى معرفة النور والحق، وإنما يقدم نفسه لهم بكونه "النور الحقيقي"، و"الحق"، خلاله نستنير وننعم بالحق!

    أقسامه

    اتفق الدارسون على أن هذا السفر يمتاز بتقسيمه الدقيق الهادف، وإن كانوا قد اختلفوا فيما بينهم بخصوص التقسيم، نذكر على سبيل المثال التقسيم الذي رآه D. Mollat، وهو أن السفر بعد المقدمة ينقسم إلى تسعة أقسام حسب الليتورجيات الخاصة بالأعياد اليهودية الرئيسية:

    أ- مقدمة السفر ص 1:1-18.

    ب- الأقسام التسعة

    الأسبوع الأول من الخدمة المسيانية ص 19:1 - ص 11:2.

    الفصح الأول ص 12:2 - ص4.

    السبت ص 5.

    الفصح الثاني ص 6.

    عيد المظال ص 7 - ص 10: 21.

    عيد التجديد ص 22:10 - ص 54:11.

    الفصح الثالث ص 55:11 - ص 42:19.

    القيامة ص 20.

    ظهورات المسيح المقام ص 21.

    10 غير أن التقسيم السائد بالأكثر هو الذي رآه A. Feuillet ، C.H. Dodd، R.E. Brown، وهو عبارة عن قسمين رئيسيين مع مقدمة وخاتمة:

    أ- المقدمة ص 1:1-18.

    ب- كتاب الآيات ص 19:1 - ص 12.

    ج- كتاب الآلام ص 13 - ص 20.

    د- الخاتمة ص 21.

    يرى Feuillet أن السفر في مجمله يحمل أمرين، هما إعلان السيد المسيح، واحتماله الآلام حتى الموت من أجل هذا الإعلان، بهذا يمكن تقسيم السفر هكذا:

    الكتاب الأول: كتاب الآيات

    إقامة عهد جديد بالمعمودية وإرسال الروح القدس ص 19:1 - ص 42:4.

    إعلانه عن نفسه أنه مع الآب مصدر الحياة ص 43:4 - ص 47:5.

    3 وأنه خبز الحياة ص 6.

    وأنه نور العالم ص 7-12.

    الكتاب الثاني: كتاب الآلام

    إعلانه عن نفسه لتلاميذه بالحب والتعزية والاتحاد ص 13 - ص 17.

    الآلام طريق تأسيس الكنيسة ص 18 - ص 19.

    القيامة وارتباطها بحلول الروح القدس ص 20،21.

    4 يمكننا تقديم التقسيم التالي لتسهيل الدراسة:

    أولاً: مقدمة: الكلمة المتجسد ص 1:1-18.

    ثانيًا: آياته وأعماله تعلن عن لاهوته ص 19:1- ص 12.

    ثالثًا: إعلانه عن ذاته لخاصته ص 13- ص 17.

    رابعًا: ابن الله الذبيح ص 18- ص 19.

    خامسًا: قيامته تشهد للاهوته ص20.

    سادسًا: خاتمة ص 21.






    من وحي إنجيل يوحنا

    هب لي أن أُحلّق مع نسورك في سمائك!


    v اسمح لي مع حبيبك يوحنا أن أتكئ على صدرك،

    وأرافقك حتى الصليب.

    وأتسلّم منك أمك أمًا لي.

    نعم، هب لي جناحيّ الروح فأصير معه كالنسر،

    أطير في سمائك، فأتمتع بشركة أمجادك.

    أعيش مع ملائكتك،

    فأتعرف على أسرارك الإلهية خبزًا سماويًا مشبعًا لأعماقي!


    v هب لي أن أنطلق بفكري إلى الأزلية،

    هذه التي لن يدركها كائن سماوي أو أرضي.

    أقف لأتمتع بسرّ ولادتك الأزلية،

    تشرق عليّ يا كلمة اللَّه مع أبيك وروحك القدوس،

    فتمتلئ نفسي من بهاء الثالوث.

    أطأ ظلمة العالم حتى قدميّ،

    وأحلق في هذا البهاء العجيب!


    v تجسدت من أجلي يا من وهبتني الحياة،

    وأنرت عليّ فلا أعود بعد أُحسب من هذا العالم،

    بل أتمتع بالبنوة الإلهية بنعمتك،

    أصير ابنًا للَّه، فلا يجد العالم له موضعًا في داخلي!


    v ليحملني روحك القدوس إلى أسرار إنجيلك.

    أراك ملكًا معلقًا على الصليب!

    لست أطلبك لتملك كما طلبتك بقية الجماهير،

    وإنما تُقيم عرش ملكك في أعماقي فأعتزّ به.

    لن أدخل بعد في مجادلات فلسفية،

    فقد عرفتك أنت المسيح الملك واهب الملوكية.

    أراك ملك الملوك تهب الحياة الملوكية.


    v أنت حمل اللَّه حامل خطايا العالم!

    ارتفعت على الصليب، فصالحتنا مع أبيك.

    اجتذبتنا إليك، لنحمل برَّك عِوض خطايانا.

    بسطت يديك، لتضم اليهود والسامريّين والأمم معًا فيك.

    بصليبك سكبت الحب فينا، يا أيها الحب الحقيقي،

    صرنا أيقونة لك لن نقدر أن نفارق الحب ولا هو يفارقنا.

    نلنا شركة طبيعتك، فجرى الحب في عروقنا.

    لن تستطيع الكراهية أو الحقد أو الحسد أن يتسلل إلينا.


    v هب لي مع عروسيّ قانا الجليل أن أشرب خمر حبك.

    هب لي مع نيقوديموس أن اكتشف سرّ الميلاد الجديد.

    هب لي مع السامرية أن أشرب من ينابيع روحك القدوس.

    هب لي مع المولود أعمى البصيرة فأراك داخلي.

    هب لي مع مريض حسدا أن أثبّ متهللاً،

    أذهب إلى بيتي الحقيقي، أحضانك الإلهية.


    v لأسمعك وأنت تكشف لي عن ذاتك.

    لكلمتيك "أنا هو" عذوبة خاصة، فأنت يهوه الكائن فيّ!

    حسب وعودك اسمعني صوتك، قائلاً:

    أنا هو الخبز السماوي، من يأكلني يتمتع بالوليمة الأبدية.

    أنا هو الحياة، بدوني لا وجود لك.

    أنا هو نور العالم، أشرق عليك فتختبر نور الأبدية.

    أنا هو الحق، أدخل بك إلى الأسرار الإلهية.

    أنا هو القيامة، لن يقدر الموت أن يسبيك بعد!

    أنا هو الباب، أدخل بك فيّ لتبلغ إلى أحضاني.

    أنا هو الراعي الصالح، أحملك على منكبيّ بكل ضعفاتك!

    أنا هو الكرمة الحقيقية، لتثبت فيّ وأثبت فيك!


    v اسمح لي أن أرافقك في العُليّة، كما في بستان جثسيماني،

    وانطلق معك حيث تُحاكم وتُصلب،

    واجلس عند القبر أترقب قيامتك.

    لتُظهر ذاتك لي، وتُشرق بقيامتك في داخلي!

    نعم أبقى كل أيام غربتي أتأمل كل لحظة من لحظات عملك العجيب.

    تبقى هذه الأحداث موضوع تسبيحي مع كل صفوف السمائيين.

    لك المجد يا أيها الحب الحق، والحق واهب الحب والحرية!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:19 pm